الرئيسية
منذ فتره ليست بقصيره واثناء قراءتي فى القرآن الكريم وتحديداً فى سوره الاسراء ، استوقفتني آية كريمه ذات طابع خاص وهذه الآية ربما يكون منا من قد قرءهاعده مرات بل وربما هناك الكثيرون الذين يحفظونها جيداً ولكنى فى هذه المره تذوقتها بشكل جديد واحساس غريب ايضاً واحسست ان وراء هذه الآية سر عظيم وقول يستحق البحث والتنقيب .
والآية التى اقصدها هى قول الله عز وجل :
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ) صدق الله العظيم وهذه الآية ربما هناك من لا يرى فيها اى شيء غريب أو جديد ولكنى اثناء قراءتي لها دارت فى رأسي ثلاث علامات للاستفهام وشغلت حيزاً كبيراً من تفكيري وهذه الأسئله هي :
1- ما هو المقصود بالشفاء والرحمة ؟
2- ما هو المقصود بالخسارة ؟
3- كيف يجتمع النفع والضر فى شيء واحد ( القرآن يكون شفاء ورحمه للمؤمنين وخسارة للظالمين) ؟
ولعل البعض سيقول لي بكل بساطه أن أجابه كل هذه الأسئلة سوف تجده في كتب التفسير ولا داعى للحيرة والاختلاف ، وبالفعل إخواني فقد ذهبت الي كتب التفاسير للإجابة على هذه الأسئله ولكني بعد التدقيق والبحث وجدت ان الأمر ليس من مجرد تفسير لمعاني آية ولكنه أكبر من هذا بكثير .
ولذلك قررت ان اقوم بعمل بحث عن هذه الآية الكريمه للوصول الى ما وراء المعاني والكلمات ، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يكون لهذا البحث دور كبير في إفادة الإخوة والأخوات وعامه المسلمين .
أولاً تفسير الآية :
يقول الشهيد سيد قطب عن هذه الآية فى كتابه فى ظلال القرآن ( إن الشفاء هنا هو الشفاء من الوسوسه والقلق والحيره فهو يصل القلب بالله فيسكن ويطمئن ويستشعر الحمايه والأمن من القرب من الله وهو خلاص من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزعات الشيطان ، والمقصود بالرحمه هنا هي الرحمه من الله سبحانه وتعالى والعفو منه، والخساره للظالمين تعنى انهم لا ينتفعون بما فيه من شفاء ورحمه ويستبد بهم الغيظ والقهر من استعلاء المؤمنين به )
ويقول الإمام القرطبي فى تفسيره عن المقصود بالرحمة ( الرحمة هى تفريج الكروب وتطهير العيوب وتكفيراً للذنوب ومن ثواب قراءته )
قال قتاده ( ما جالس أحد القرآن إلا قام عنه بزيادة أو نقصان )
المؤمن يزداد رحمة وإيماناً – والظالم يزداد فسوق وعصيان .
واقوال هؤلاء العلماء متشابهه بعض الشيء ولكنى في هذا الموضوع سوف أسلط معكم الضوء على المقصود بكلمة شفاء ولن نتطرق الى المقصود بالرحمه أو الخساره للظالمين . أي أن موضوعنا سوف يكون عن الشفاء فى القرآن الكريم .
وبعد أن عرضت عليكم تفاسير العلماء سوف أعرض عليكم رؤيتي الخاصه لهذا الموضوع والتي أعددت لها منذ أكثر من شهر حتى تكون ذات فائده لكل مسلم ومسلمه .
ثانياً رؤيتي الخاصه :
انقسم المفسرين فى عصرنا الحديث حول المقصود بالشفاء فمنهم من قال أن المقصود بالشفاء هو الشفاء من أمراض البدن (الشفاء البدني) ومنهم من ذهب الى أن المقصود بالشفاء هو الشفاء من الأمراض الاجتماعيه مثل ( الحقد على الغير/ الطبقيه/ ظلم القوي للضعيف /.........) ومنهم من ذهب الى أن المقصود بالشفاء هنا هو الشفاء من الاضطرابات النفسيه مثل ( القلق / الخوف / ..... )
ولكل عالم من هؤلاء العلماء الدليل والبرهان على صحة قوله واني بصراحه اتفق معهم جميعاً فالقرآن هو معجزه بكل المقاييس وقد انزله الله ليهدينا به الى الطريق القويم والى النور بعد الظلمات .
وسوف اتناول معكم فى هذه الأسطر القادمه ما توصلت اليه اثناء بحثي من دلائل على قدره شفاء القرآن الكريم للأمراض البدنيه والاجتماعيه والنفسيه .
أولاً الدليل على القدره على الشفاء البدني :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(شفاء أمتي في ثلاث : آية من كتاب الله أو لعقه من عسل أو شرطه من محجم )
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذهب بعض المفسرين الي أن المقصود بالشفاء بأيه من كتاب الله هو الرقي والتعوذ .
ويتضح لنا من سياق الحديث ومن ذكر كلاً من لعقه من عسل وشرطه من محجم أن المقصود هنا هو شفاء للبدن وقد ذكر في الأثر أن الصحابه كانوا يتداوون فيما بينهم بقراءه بعض السور والآيات من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحه والمعوذتين وسور أخرى . وذكر ايضاً ذلك فى الرقيه الشرعيه للمسلم .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ياسين لما قرأت له ) أى اذا قرءها اى شخص مريض بغرض الشفاء شفاه الله بأذنه وإذا قرءها شخص محتاج أعطاه الله من فضله ..وهكذا بالقياس على اى شيء أخر .
وهناك الكثير من الدلائل على امكانيه القرآن للشفاء وهناك الان الكثير من المعالجين بالقرآن في الوطن العربي والعالم ، ولكن مع هذا الفضل يجب ان نعلم ان الشافى هو الله وان القرأن انما هو وسيله فقط .
ثانياً الدليل على القدره على شفاء الامراض الاجتماعيه :
ان الاخلاق الذميمه مثل الحقد والتكبر والبخل على المحتاج والكثير من هذه الاخلاق انما هى فى الحقيقه امراض وقد استشرت فى جسد المجتمع ، وقد ظهرت هذه الامراض وتجلت فى المجتمع الجاهلى قبل الإسلام فنرى القوى ينكل بالضعيف والابيض يستعبد الاسود والغنى يحتقر الفقير والكثير من هذه المظاهر . ولذلك عندما اتى دين الاسلام ومن الله علي هذا العالم بظهور النبى الكريم محمد بن عبد الله واتى ومعه القرآن الكريم كان ذلك في اشد الاوقات ظلمه وظلماً في بلاد العرب ولذلك اتى الإسلام لتصحيح
هذه الأوضاع ومعالجه هذه الأمراض الاجتماعيه وقد بدا هذا واضحاً فى تعاليم الإسلام وفي آيات القرآن الكريم فنجد هناك تنظيم للمعاملات الانسانيه وتنظيماً للحقوق بين البشر.
ومن أمثله الآيات التي تهدف الي معالجه أمراض المجتمع :
قول الله سبحانه وتعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر* وأما السائل فلا تنهر ) صدق الله العظيم
ويظهر لنا في هذه الآيه الكريمه دعوى للمحافظه على حق اليتيم والرفق بالفقير والسائل .
ومن الامثله الاخرى قول الله سبحانه وتعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
وفى هذه الآيه دعوى للتسامح والعفو عن من اساء الينا بل والإحسان اليه أيضاً مما يؤدى الى تنظيم العلاقات الاجتماعيه والحفاظ على دوام الود .
وهناك الكثير والكثير من هذه الآيات التى تدعوا الى فضائل الاخلاق والى بيان كيفيه العلاقات بين البشر بعضهم البعض مما يؤدى الى تكوين مجتمع قوى وخالى من الامراض الاجتماعيه وهذا ما ظهر وتجلى فى مجتمع الصحابه رضوان الله عليهم فقد كان مجتمع قوى ومتحاب دون وجود لعند أو عصبيه للون او جنس .
ثالثاً الدليل على القدره على الشفاء من الاضطرابات النفسيه :
ان علوم النفس البشريه من اعقد العلوم فى العالم وذلك بسبب تقلب النفس البشريه واختلافها من فرد لأخر وعلى مر العصور ظهرت الكثير من الامراض والاضطرابات النفسيه وبالبحث فى القرأن الكريم وجدت ان هناك الكثير من الاضطرابات النفسيه التى يساهم القرآن في علاجها بشكل ملحوظ وفعال
ومن أمثله هذه الاضطرابات :
1- الخوف من فوات الرزق ( الاحساس بقله الرزق )
العلاج :
- عدم التفكير فى كيفيه توزيع الارزاق
يقول الله سبحانه وتعالى ( ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيراً بصيراً )
صدق الله العظيم ، فكل انسان يأخذ رزقه في هذه الدنيا دون ان ينقص منه مقدار ذره واحده .
- الزياده من الاستغفار
يقول الله سبحانه وتعالى ( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم
بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) صدق الله العظيم
ومن المسائل المؤكده ان كثره الاستغفار تفرج الكروب وتذهب الهموم وتزيد من الرزق وتريح البال .
- تقوى الله سبحانه وتعالى
يقول الله سبحانه وتعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * وبرزقه من حيث لا يحتسب ) صدق الله العظيم
- شكر الله على النعمه
يقول الله سبحانه وتعالى ( واذ تأذن ربكم لأن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي شديد ) صدق الله العظيم ، من اهم اسباب زوال النعمه هى عدم الشكر ويجب على كل فرد ان يشكر الله سبحانه وتعالى على النعمه حتى وان كانت قليله لأن الشكر يؤدي الى البركه والزياده فى هذه النعمه .
2- القلق والتوتر والشعور بالوحشه
العلاج :
- دوام ذكر الله
يقول الله سبحانه وتعالى ( الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ) صدق الله العظيم ، وفائده الذكر انها تجعل القلب دائماً موصل بالله مما يؤدى الى الشعور بالحمايه
والاطمئنان وفي احد الابحاث العلميه على مرضى الاكتئاب تبين انه عند نطقهم للفظ الجلاله (الله ) يشعرون براحه نفسيه واطمئنان غريب .
- الايمان بالله وبالقدر
يقول الله سبحانه وتعالى (ما أصاب من مصيبه إلا بأذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم )
صدق الله العظيم ، فالهدايه والاطمئنان تأتى للقلب من الايمان بالله والرضا بالقدر ومعرفه ان كل شيء مقدر سلفاً ولا داعى للقلق.
3- الشعور بضيق الحياه والتعثر فيها
العلاج :
- عمل الأعمال الصالحه
يقول الله سبحانه وتعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبه ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) صدق الله العظيم
ان الاعمال الصالحه من صلاه وصيام وذكر وصدقه وجميع اعمال البر تؤدى الى شعور الانسان بالراحه النفسيه والحياه الطيبه ولنا فى الصحابه خير مثال فبالرغم من فقر بعضهم الشديد الا انهم كانوا يتصدقون ويطعمون الفقير والمحتاج ويؤمنون بالله خير الايمان مما جعلهم يشعرون بالراحه فى العيش بالرغم من ظروفهم الصعبه .
- عدم الاعراض عن ذكر الله
يقول الله سبحانه وتعالى ( ومن اعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ) صدق الله العظيم
عند دراستنا لحال اى عاصى لله نجده حزيناً ومكتئباً حتى وان ملك جميع متع الدنيا ، والدليل على ذلك ان اكبر نسبه معدلات انتحار توجد فى سويسرا بالرغم من ان دوله سويسرا من اغنى دول اوروبا والعالم كله وقد اثبتت الدراسات ان اغلبيه المنتحرين من الشباب المترف والمنعم .
- الدعاء الى الله سبحانه وتعالى
يقول الله سبحانه وتعالى ( وذا النون اذ ذهب مغاضباً فظن ان لن نقدر عليه فنادى فى الظلمات أن لا إلاه إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين ) صدق الله العظيم
من اهم العوامل التى تشعر الانسان بالراحه فى الحياه هى شعوره بأن هناك قوه اكبر منه ترعى له شؤنه وحاله ، وهذا ما يشعر به الانسان عندما يلجأ الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لينجيه من الغم والكرب وحتى يحييه حيا كريمه وهادئه .
4- الخوف
العلاج :
- الايمان بالله والالتزام بالتقوى
يقول الله سبحانه وتعالى ( الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين ءامنوا وكانوا يتقون )
صدق الله العظيم ، فعندما يؤمن الفرد بالله ويتقيه فأنه يصبح من أولياءه سبحانه وتعالى ولذلك فلا خوف عليه
من اى شيء فى هذه الدنيا .
- قول حسبنا الله ونعم الوكيل
يقول الله سبحانه وتعالى ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمه من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل
عظيم ) صدق الله العظيم
و قبل ان اختم اريد ان اوضح انه ليس معنى ذلك اهمال دور الطب والاطباء بل ان للطب دور هام جداً فى معالجه البشر وما خلق الله داء الا وجعل له دواء .
وفى النهايه ان ما تناولته السطور السابقه انما هو على سبيل المثال وليس الحصر ومن يبحث فى القرآن سوف يجد الكثير والكثير من المعجزات التى ان دلت فأنها تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى .
- وان احسنت فمن الله وان اسئت فمن نفسي ومن الشيطان -
--------------------------------------------------------------------------------
والآية التى اقصدها هى قول الله عز وجل :
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ) صدق الله العظيم وهذه الآية ربما هناك من لا يرى فيها اى شيء غريب أو جديد ولكنى اثناء قراءتي لها دارت فى رأسي ثلاث علامات للاستفهام وشغلت حيزاً كبيراً من تفكيري وهذه الأسئله هي :
1- ما هو المقصود بالشفاء والرحمة ؟
2- ما هو المقصود بالخسارة ؟
3- كيف يجتمع النفع والضر فى شيء واحد ( القرآن يكون شفاء ورحمه للمؤمنين وخسارة للظالمين) ؟
ولعل البعض سيقول لي بكل بساطه أن أجابه كل هذه الأسئلة سوف تجده في كتب التفسير ولا داعى للحيرة والاختلاف ، وبالفعل إخواني فقد ذهبت الي كتب التفاسير للإجابة على هذه الأسئله ولكني بعد التدقيق والبحث وجدت ان الأمر ليس من مجرد تفسير لمعاني آية ولكنه أكبر من هذا بكثير .
ولذلك قررت ان اقوم بعمل بحث عن هذه الآية الكريمه للوصول الى ما وراء المعاني والكلمات ، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يكون لهذا البحث دور كبير في إفادة الإخوة والأخوات وعامه المسلمين .
أولاً تفسير الآية :
يقول الشهيد سيد قطب عن هذه الآية فى كتابه فى ظلال القرآن ( إن الشفاء هنا هو الشفاء من الوسوسه والقلق والحيره فهو يصل القلب بالله فيسكن ويطمئن ويستشعر الحمايه والأمن من القرب من الله وهو خلاص من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزعات الشيطان ، والمقصود بالرحمه هنا هي الرحمه من الله سبحانه وتعالى والعفو منه، والخساره للظالمين تعنى انهم لا ينتفعون بما فيه من شفاء ورحمه ويستبد بهم الغيظ والقهر من استعلاء المؤمنين به )
ويقول الإمام القرطبي فى تفسيره عن المقصود بالرحمة ( الرحمة هى تفريج الكروب وتطهير العيوب وتكفيراً للذنوب ومن ثواب قراءته )
قال قتاده ( ما جالس أحد القرآن إلا قام عنه بزيادة أو نقصان )
المؤمن يزداد رحمة وإيماناً – والظالم يزداد فسوق وعصيان .
واقوال هؤلاء العلماء متشابهه بعض الشيء ولكنى في هذا الموضوع سوف أسلط معكم الضوء على المقصود بكلمة شفاء ولن نتطرق الى المقصود بالرحمه أو الخساره للظالمين . أي أن موضوعنا سوف يكون عن الشفاء فى القرآن الكريم .
وبعد أن عرضت عليكم تفاسير العلماء سوف أعرض عليكم رؤيتي الخاصه لهذا الموضوع والتي أعددت لها منذ أكثر من شهر حتى تكون ذات فائده لكل مسلم ومسلمه .
ثانياً رؤيتي الخاصه :
انقسم المفسرين فى عصرنا الحديث حول المقصود بالشفاء فمنهم من قال أن المقصود بالشفاء هو الشفاء من أمراض البدن (الشفاء البدني) ومنهم من ذهب الى أن المقصود بالشفاء هو الشفاء من الأمراض الاجتماعيه مثل ( الحقد على الغير/ الطبقيه/ ظلم القوي للضعيف /.........) ومنهم من ذهب الى أن المقصود بالشفاء هنا هو الشفاء من الاضطرابات النفسيه مثل ( القلق / الخوف / ..... )
ولكل عالم من هؤلاء العلماء الدليل والبرهان على صحة قوله واني بصراحه اتفق معهم جميعاً فالقرآن هو معجزه بكل المقاييس وقد انزله الله ليهدينا به الى الطريق القويم والى النور بعد الظلمات .
وسوف اتناول معكم فى هذه الأسطر القادمه ما توصلت اليه اثناء بحثي من دلائل على قدره شفاء القرآن الكريم للأمراض البدنيه والاجتماعيه والنفسيه .
أولاً الدليل على القدره على الشفاء البدني :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(شفاء أمتي في ثلاث : آية من كتاب الله أو لعقه من عسل أو شرطه من محجم )
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذهب بعض المفسرين الي أن المقصود بالشفاء بأيه من كتاب الله هو الرقي والتعوذ .
ويتضح لنا من سياق الحديث ومن ذكر كلاً من لعقه من عسل وشرطه من محجم أن المقصود هنا هو شفاء للبدن وقد ذكر في الأثر أن الصحابه كانوا يتداوون فيما بينهم بقراءه بعض السور والآيات من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحه والمعوذتين وسور أخرى . وذكر ايضاً ذلك فى الرقيه الشرعيه للمسلم .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ياسين لما قرأت له ) أى اذا قرءها اى شخص مريض بغرض الشفاء شفاه الله بأذنه وإذا قرءها شخص محتاج أعطاه الله من فضله ..وهكذا بالقياس على اى شيء أخر .
وهناك الكثير من الدلائل على امكانيه القرآن للشفاء وهناك الان الكثير من المعالجين بالقرآن في الوطن العربي والعالم ، ولكن مع هذا الفضل يجب ان نعلم ان الشافى هو الله وان القرأن انما هو وسيله فقط .
ثانياً الدليل على القدره على شفاء الامراض الاجتماعيه :
ان الاخلاق الذميمه مثل الحقد والتكبر والبخل على المحتاج والكثير من هذه الاخلاق انما هى فى الحقيقه امراض وقد استشرت فى جسد المجتمع ، وقد ظهرت هذه الامراض وتجلت فى المجتمع الجاهلى قبل الإسلام فنرى القوى ينكل بالضعيف والابيض يستعبد الاسود والغنى يحتقر الفقير والكثير من هذه المظاهر . ولذلك عندما اتى دين الاسلام ومن الله علي هذا العالم بظهور النبى الكريم محمد بن عبد الله واتى ومعه القرآن الكريم كان ذلك في اشد الاوقات ظلمه وظلماً في بلاد العرب ولذلك اتى الإسلام لتصحيح
هذه الأوضاع ومعالجه هذه الأمراض الاجتماعيه وقد بدا هذا واضحاً فى تعاليم الإسلام وفي آيات القرآن الكريم فنجد هناك تنظيم للمعاملات الانسانيه وتنظيماً للحقوق بين البشر.
ومن أمثله الآيات التي تهدف الي معالجه أمراض المجتمع :
قول الله سبحانه وتعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر* وأما السائل فلا تنهر ) صدق الله العظيم
ويظهر لنا في هذه الآيه الكريمه دعوى للمحافظه على حق اليتيم والرفق بالفقير والسائل .
ومن الامثله الاخرى قول الله سبحانه وتعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
وفى هذه الآيه دعوى للتسامح والعفو عن من اساء الينا بل والإحسان اليه أيضاً مما يؤدى الى تنظيم العلاقات الاجتماعيه والحفاظ على دوام الود .
وهناك الكثير والكثير من هذه الآيات التى تدعوا الى فضائل الاخلاق والى بيان كيفيه العلاقات بين البشر بعضهم البعض مما يؤدى الى تكوين مجتمع قوى وخالى من الامراض الاجتماعيه وهذا ما ظهر وتجلى فى مجتمع الصحابه رضوان الله عليهم فقد كان مجتمع قوى ومتحاب دون وجود لعند أو عصبيه للون او جنس .
ثالثاً الدليل على القدره على الشفاء من الاضطرابات النفسيه :
ان علوم النفس البشريه من اعقد العلوم فى العالم وذلك بسبب تقلب النفس البشريه واختلافها من فرد لأخر وعلى مر العصور ظهرت الكثير من الامراض والاضطرابات النفسيه وبالبحث فى القرأن الكريم وجدت ان هناك الكثير من الاضطرابات النفسيه التى يساهم القرآن في علاجها بشكل ملحوظ وفعال
ومن أمثله هذه الاضطرابات :
1- الخوف من فوات الرزق ( الاحساس بقله الرزق )
العلاج :
- عدم التفكير فى كيفيه توزيع الارزاق
يقول الله سبحانه وتعالى ( ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيراً بصيراً )
صدق الله العظيم ، فكل انسان يأخذ رزقه في هذه الدنيا دون ان ينقص منه مقدار ذره واحده .
- الزياده من الاستغفار
يقول الله سبحانه وتعالى ( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم
بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) صدق الله العظيم
ومن المسائل المؤكده ان كثره الاستغفار تفرج الكروب وتذهب الهموم وتزيد من الرزق وتريح البال .
- تقوى الله سبحانه وتعالى
يقول الله سبحانه وتعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * وبرزقه من حيث لا يحتسب ) صدق الله العظيم
- شكر الله على النعمه
يقول الله سبحانه وتعالى ( واذ تأذن ربكم لأن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي شديد ) صدق الله العظيم ، من اهم اسباب زوال النعمه هى عدم الشكر ويجب على كل فرد ان يشكر الله سبحانه وتعالى على النعمه حتى وان كانت قليله لأن الشكر يؤدي الى البركه والزياده فى هذه النعمه .
2- القلق والتوتر والشعور بالوحشه
العلاج :
- دوام ذكر الله
يقول الله سبحانه وتعالى ( الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ) صدق الله العظيم ، وفائده الذكر انها تجعل القلب دائماً موصل بالله مما يؤدى الى الشعور بالحمايه
والاطمئنان وفي احد الابحاث العلميه على مرضى الاكتئاب تبين انه عند نطقهم للفظ الجلاله (الله ) يشعرون براحه نفسيه واطمئنان غريب .
- الايمان بالله وبالقدر
يقول الله سبحانه وتعالى (ما أصاب من مصيبه إلا بأذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم )
صدق الله العظيم ، فالهدايه والاطمئنان تأتى للقلب من الايمان بالله والرضا بالقدر ومعرفه ان كل شيء مقدر سلفاً ولا داعى للقلق.
3- الشعور بضيق الحياه والتعثر فيها
العلاج :
- عمل الأعمال الصالحه
يقول الله سبحانه وتعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبه ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) صدق الله العظيم
ان الاعمال الصالحه من صلاه وصيام وذكر وصدقه وجميع اعمال البر تؤدى الى شعور الانسان بالراحه النفسيه والحياه الطيبه ولنا فى الصحابه خير مثال فبالرغم من فقر بعضهم الشديد الا انهم كانوا يتصدقون ويطعمون الفقير والمحتاج ويؤمنون بالله خير الايمان مما جعلهم يشعرون بالراحه فى العيش بالرغم من ظروفهم الصعبه .
- عدم الاعراض عن ذكر الله
يقول الله سبحانه وتعالى ( ومن اعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ) صدق الله العظيم
عند دراستنا لحال اى عاصى لله نجده حزيناً ومكتئباً حتى وان ملك جميع متع الدنيا ، والدليل على ذلك ان اكبر نسبه معدلات انتحار توجد فى سويسرا بالرغم من ان دوله سويسرا من اغنى دول اوروبا والعالم كله وقد اثبتت الدراسات ان اغلبيه المنتحرين من الشباب المترف والمنعم .
- الدعاء الى الله سبحانه وتعالى
يقول الله سبحانه وتعالى ( وذا النون اذ ذهب مغاضباً فظن ان لن نقدر عليه فنادى فى الظلمات أن لا إلاه إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين ) صدق الله العظيم
من اهم العوامل التى تشعر الانسان بالراحه فى الحياه هى شعوره بأن هناك قوه اكبر منه ترعى له شؤنه وحاله ، وهذا ما يشعر به الانسان عندما يلجأ الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لينجيه من الغم والكرب وحتى يحييه حيا كريمه وهادئه .
4- الخوف
العلاج :
- الايمان بالله والالتزام بالتقوى
يقول الله سبحانه وتعالى ( الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين ءامنوا وكانوا يتقون )
صدق الله العظيم ، فعندما يؤمن الفرد بالله ويتقيه فأنه يصبح من أولياءه سبحانه وتعالى ولذلك فلا خوف عليه
من اى شيء فى هذه الدنيا .
- قول حسبنا الله ونعم الوكيل
يقول الله سبحانه وتعالى ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمه من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل
عظيم ) صدق الله العظيم
و قبل ان اختم اريد ان اوضح انه ليس معنى ذلك اهمال دور الطب والاطباء بل ان للطب دور هام جداً فى معالجه البشر وما خلق الله داء الا وجعل له دواء .
وفى النهايه ان ما تناولته السطور السابقه انما هو على سبيل المثال وليس الحصر ومن يبحث فى القرآن سوف يجد الكثير والكثير من المعجزات التى ان دلت فأنها تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى .
- وان احسنت فمن الله وان اسئت فمن نفسي ومن الشيطان -
--------------------------------------------------------------------------------
