أفاقت المملكة على خبر عجيب،مفاد الخبر أن كلب(الإمبراطور)قد اختفى،تعجبت الرعية من الخبر،فهم عرفوا للمرة الأولى أن(الإمبراطور)يمتلك كلباً في قصره،وتساءلت الألسن:كيف يضيع كلب(الإمبراطور)وحول قصره خمسة آلاف من الحراس المتأهبين على قدم وساق،أعينهم تخترق الظلام وسباباتهم على زناد بنادقهم،بدأت المغريات المادية تنهال عبر ألسنة الناس لكل من يجد كلب(الإمبراطور)..
راحت الجموع البشرية تتجول وتجوب المتاهات بحثاً عن الكلب الكنز..
***
مرت أيام قبل أن يتفتق ذهن عرّاف(الإمبراطور) لفكرة عاقلة،وتم إلقاء القبض على كل كلب يشبه كلب(الإمبراطور)..
وجد(الإمبراطور)..أنه أمام امتحانٍ كبير،أمامه خمسة آلاف كلب يتشابهون في كل شيء، في حركة الرأس في العيون في الوبر الذي يغطي أجسادها،في حركة الأذناب..
صاح غاضباً :
ـ ألم يخلق من الشبه أربعين،لم هذا التشابه وصل إلى الخمسة آلاف..!!
راح يختبر الكلاب بحثاً عن كلبه الضائع بينها،تذكر أن كلبه يحب العظام أكثر مما يحب اللحوم،قام بقذف كمية لحم وكمية عظم أمام كل كلب،وجد الكلاب كلها تترك اللحوم وتتناول العظام..
بعد يومين تذكر أن كلبه يبقى يقظاً قرب منامه حارساً قداسته من كل طارئ،أختبر الكلاب كلها،وجدها كلها واقفة فاتحة عيونها باتجاه الباب..
تذكر أن كلبه يركض باتجاه الطريدة أوان الصيد ويجلبها كالبرق ليرميها أمامه،أختبر الكلاب كلباً كلباً،وجدها تتشابه في العمل المخلص..
سئم(الإمبراطور)وراح يفكر بحثاً عن حلٍ مرضٍ يقنعه..
أخيراً قرر أن يطرد زبانيته ويستعين بالكلاب الوفية حرّاس أمناء له..
من يومها راح يحرس قصر(الإمبراطور)خمسة آلاف كلب متشابهون إلى حد اللعنة..!!